رائحة إحالة الى وقت الإحاطة؛ وهم يصوّرون في تعديد الحروف شبه ما صوّره الخليل بن أحمد والعروضيّون منّا للساكن والمتحرّك وهما هاتان الصورتان: فالأوّل وهو الذي عن اليسار من أجل انّ كتابتهم كذلك يسمّى «لك-» وهو الخفيف والثاني الذي عن اليمين «كر» وهو الثقيل ووزانه في التقدير أنه ضعف الأوّل لا يسدّ مكانه إلّا اثنان من الخفيف، وفي حروفهم ما يسمّى أيضا طويله ووزانها وزان الثقيلة وأظنّها التي تعتلّ سواكنها وإن كنت إلى الآن لم أستيقن حال الخفيف والثقيل بحيث أتمكنّ من تمثيلها في العربية لكنّ الأغلب على الظنّ أنّ الأوّل ليس بساكن والثاني ليس بمتحرك بل الأوّل متحرّك فقط والثاني مجموع متحرّك وساكن كالسبب في عروضنا وإنّما أتشكّك في الأمر ممّا أجدهم من جمعهم عدّة كثيرة متوالية من علامات الخفيف والعرب «١» لم تجمع بين ساكنين وأمكن ذلك في سائر اللغات وهي التي سمّاها عروضيّو الفارسية متحرّكات خفيفة الحركة فإنّ ما جاوز الثلاثة منها يصعب على القائل بل يمتنع التلفّظ بها ولا تنقاد انقياد المتحرّكات المجتمعة في مثل قولنا: «بدنك كمثل صفتك وفمك بسعة شفتك» ، وأيضا فعلى صعوبة الابتداء بالساكن أكثر أسامي الهند مفتتحة بما ان ليس بساكن فهو من الخفيّات الحركات وإذا كان أوّل البيت كذلك أسقطوا ذلك الحرف من العدد لأنّ شرط الثقيل أن يتأخّر ساكنه لا أن يتقدّم ثمّ أقول كما أن اصحابنا عملوا من الأفاعيل قوالب لأبنية الشعر وأرقاما للمتحرك منها والساكن يعبّرون بها عن الموزون فكذلك سمّى الهند لما تركّب من الخفيف والثقيل بالتقديم والتأخير وحفظ الوزان في التقدير دون تعديد الحروف ألقابا يشيرون بها إلى الوزن المفروض وأعني بالتقدير أنّ «لك» ماتر واحد أي مقدار و «كر» ماتران فلا يلتفت إلى التعديد في الكتابة دون التقدير مثل ما يحسب المشدّد ساكنا ومتحرّكا والمنوّن متحرّكا وساكنا وإن كان كلّ واحد منهما في الكتبة واحدا، فأمّا هما بانفرادهما فإنّ الخفيف يسمّى