فقد هيأ تبارك وتعالى من يرد كيد هؤلاء الحاقدين المفسدين في نحورهم إذ تصدى لهم علماء السنة وردوا كيدهم ودحضوا باطلهم بالحجج القوية القاطعة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما، وأمثال الدارقطني وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهم رحمهم الله جميعًا.
وكان من جملة هؤلاء الأئمة المهتدين والدعاة المصلحين الذين عاشوا في القرن الثامن الهجري العلامة الحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي طيب الله ثراه وأكرم في الجنة مثواه، فقد عرف عنه رحمه الله تعالى الورع والعبادة والزهد، وقد ابتدأ في طلب العلم والحديث بصفة خاصة منذ نعومة أظفاره، فقضى حياته رحمه الله تعالى كلها في علم وعمل ودعوة وعبادة وتهجد ووعظ وإرشاد، وقد بارك الله له في أوقاته وعمله، فقد استفاد منه خلق كثير في حياته، ولا زال طلاب العلم ينتفعون بمؤلفاته القيمة حيث أن له رحمه الله تعالى ما يربو على ستين مؤلفًا في فنون مختلفة.
وقد استفاد رحمه الله تعالى كثيرًا من كتب من سبقه من علماء الإسلام وخاصة شيخه ابن قيم الجوزية وشيخ شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فقد تتلمذ على الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وسمع عليه بعض مؤلفاته وقرأ عليه النونية في السنة الأخيرة ولازمه حتى الممات مما كان له الأثر الكبير في علمه وثقافته.
ولما كان نظام الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية يطلب من طلاب الدراسات العليا الذين يريدون الحصول على شهادة العالمية العالية "الدكتوراه" أن يكتبوا بحثًا علميًا في مجال تخصصهم رأيت أن أقوم