للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتلفت الأنظار إلى التفكر إلى هذا الكون وما فيه من مخلوقات عظيمة تدل على عظم خالقها، وأنه المستحق للعبادة دون سواه.

والأدلة والبراهين الدالة على عظمة الله تبارك وتعالى لا تعد ولا تحصى ولذلك يقول الله تبارك وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)} (١).

وسأقتصر على بيان وإيضاح بعض الدلائل التي تدل على توحيد الربوبية وهي الدلائل التي تعرض لها وذكرها ابن رجب رحمه الله تعالى في مؤلفاته وهي الدلائل الآتية:

١ - دلالة الفطرة.

٢ - دلالة النعم.

٣ - دلالة خلق السموات والأرض.

٤ - دلالة خلق النبات.

١ - دلالة الفطرة:

فطر الله تبارك وتعالى الخلق على توحيده وعبادته، فما من مولود يولد وإلا ويولد على توحيد الله عز وجل كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وقد أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى هذه الدلالة فقال عند شرحه لحديث: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك" (٢).


(١) سورة فصلت آية (٥٣).
(٢) جزء من حديث أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة، باب تفسير البر والإثم (٤/ ١٩٨٠).

<<  <   >  >>