للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإنسان يولد مفطورًا على قبول الحق، فإن هداه الله تعالى سبب له من يعلمه الهدى، فصار مهديًا بالفعل بعد أن كان بالقوة، وإن خذله الله قيض له من يعلمه ما يغير فطرته كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (١) ... " (٢).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا عند قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٠)} (٣) قال: "فأمره بإقامة وجهه وهو إخلاص قصده وعزمه وهمِّه للدين الحنيف وهو الدين القيم وهو فطرة الله التي فطر العباد عليها، فإن الله ركب في قلوب عباده كلهم قبول توحيده والإخلاص له، وإنما يغيرهم عن ذلك تعليم من علمهم الخروج عنه" (٤).

٢ - دلالة نعم الله تبارك وتعالى:

أنعم الله تبارك وتعالى على عباده بنعم كثيرة ظاهرة وباطنه لا تعد ولا تحصى منها نعمة السمع والبصر، ونعمة الخلق والإيجاد وغيرها من النعم كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٧٨)} (٥) وقال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (٥٣)} (٦).

ومن نعم الله تبارك وتعالى علينا إنزال الأمطار من السماء لتنبت


(١) سبق تخريجه (ص ١٧٣).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ١٨٥، ١٨٦).
(٣) سورة الروم آية (٣٠).
(٤) فتح الباري (٣/ ٢٧).
(٥) سورة المؤمنون آية (٧٨).
(٦) سورة النحل آية (٥٣).

<<  <   >  >>