للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشجار وتخرج الثمار كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} (١).

فالنعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا تبارك وتعالى تدل على تفرده بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والضر والنفع، وأنه سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة دون سواه.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل سلامى من الناس عليه صدقة ... " (٢) الحديث.

قال: ومعنى الحديث أن تركب هذه العظام، وسلامتها من أعظم نعم الله على عبده فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة يتصدق ابن آدم عنه ليكون ذلك شكرًا لهذه النعمة.

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)} (٣).

وقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٢٣)} (٤).

وقال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ


(١) سورة ق الآيات (٩ - ١١).
(٢) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب فضل الإصلاح بين الناس (٣/ ١٧١) ومسلم: كتاب الزكاة - باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (٢/ ٦٩٩).
(٣) سورة الانفطار الآيات (٦ - ٨).
(٤) سورة الملك آية (٢٣).

<<  <   >  >>