للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إدراكها لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنهم لا يحيطون به علمًا، لأن هذا أمر غيبي والأمور الغيبية لا تدرك كيفياتها بالعقل.

والواجب الذي كلفنا به وأمرنا باعتقاده هو الالتزام بما جاءت به الأدلة الشرعية، ونهينا عن تجاوز ذلك والخوض فيما لا علم لنا به، ولا يمكننا إدراكه والوقوف على حقيقته وكيفيته، وهذا أصل معروف عند السلف رحمهم الله تعالى، فإنهم يقرون بكل ما جاء في كتاب الله أو على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - بلا كيف ولا مثيل.

قال ابن قتيبة (١) رحمه الله تعالى: وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها، فنؤمن بالرؤية والتجلي، وأنه يعجب وينزل من السماء، وأنه على العرش استوى، وبالنفس واليدين من غير أن نقول بكيفية أو بحد، أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت (٢).

وقال ابن قدامة المقدسي (٣) رحمه الله تعالى: ... وعلى هذا درج


(١) أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، ولد في بغداد سنة ٢١٣ هـ، كان على مذهب السلف رحمهم الله تعالى، له مؤلفات مفيدة منها: مشكل الحديث، ومنها الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية، قال الخطيب: كان ثقة دينًا فاضلًا. وقال الذهبي: كان رأسًا في علم اللسان العربي، والأخبار وأيام الناس، مات سنة ٢٧٦ هـ.
تاريخ بغداد (١٠/ ١٧٠) وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٩٦) وبغية الوعاة (٢/ ٦٣).
(٢) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية (ص ٢٤٣).
(٣) أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، ولد سنة ٥٤١ هـ كان عالم الشام في زمانه قال ابن النجار: كان إمام الحنابلة بجامع دمشق وكان ثقة حجة نبيلًا، غزير الفضل، نزهًا، ورعًا عابدًا، على قانون السلف، عليه النور والوقار. من مؤلفاته في العقيدة: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، وذم التأويل، مات سنة ٦٢٠ هـ بدمشق.
التكملة في وفيات النقلة للمنذري (٣/ ١٠٧) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ١٦٥) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (٢/ ١٣٣) وشذرات الذهب (٥/ ٨٨).

<<  <   >  >>