للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واليمن، والعراق والشام ومصر مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته لنفسه نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين وجل ربنا عن مقالة المعطلين وعز أن يكون عدمًا كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - (١).

وعمدة السلف رحمهم الله تعالى في هذه القاعدة قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} (٢).

وقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٣).

وقوله تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (٤).

وغيرها من الآيات التي أخبر الله فيها بأنه منزه عن الكفء والمثل والند والشبيه، لأنه تبارك وتعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقًا، ومنزه عن أن يماثله عيره في صفات كماله.

الثالث: قطع الأطماع عن إدراك الكيفية والكنه:

لأن إدراك الكيفية مستحيل وليس في إمكان البشر الإحاطة بذاته سبحانه وتعالى لقوله عز وجل: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠)} (٥).

فمعرفة الكيفية لا سبيل بالوقوف عليه، فلابد من اليأس من


(١) التوحيد لابن خزيمة (١/ ٢٦).
(٢) سورة مريم آية (٦٥).
(٣) سورة الشورى آية (١١).
(٤) سورة النحل آية (٧٤).
(٥) سورة طه آية (١١٠).

<<  <   >  >>