فعلها وإن شاء لم يفعلها عزّ وجلّ كالاستواء على العرش والمجيء والإتيان والنزول والضحك، والرضى والعجب والسخط ...
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كصفة الكلام، فإنه باعتبار أصل الصفة صفة ذاتية لأنه تبارك وتعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا.
وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية، لأن الكلام متعلق بمشيئته عزّ وجلّ يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} (١).
يقول العلامة الأستاذ محمد خليل هراس رحمه الله تعالى بعد أن ذكر جملة من النصوص المشتملة على هذين القسمين. قال:"دلت هذه النصوص القرآنية على أن صفات الباري قسمان":
أ - صفات ذاتية لا تنفك عن الذات، بل هي لازمة لها أزلًا وأبدًا ولا تتعلق بها مشيئته تعالى وقدرته، وذلك كصفات الحياة، والعلم والقدرة، والقوة، والعزة، والملك، والعظمة، والكبرياء، والمجد، والجلال .... الخ.
ب - صفات فعلية تتعلق بها مشيئته وقدرته كل وقت وآن وتحدث بمشيئته وقدرته، آحاد تلك الصفات من الأفعال وإن كان هو لم يزل موصوفًا بها بمعنى أن نوعها قديم وأفرادها حادثة، فهو سبحانه لم يزل فعالًا لما يريد ولم يزل ولا يزال يقول ويتكلم ويخلق ويدبر الأمور وأفعاله تقع شيئًا فشيئًا تبعًا لحكمته وإرادته، فعلى المؤمن الإيمان بكل ما نسبه الله لنفسه من الأفعال المتعلقة بذاته كالاستواء على العرش والمجيء والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا، والضحك والرضى والغضب والكراهية