للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: قوله تعالى لموسى وهارون: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (١) إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أنه سبحانه وتعالى مع عباده المتقين الطائعين يحفظهم وينصرهم ويدافع عنهم.

كما دلّ على هذا النوع أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:

منها: حديث أبي موسى قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم" وفي لفظ: "والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم" (٢).

وقد ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى صفة المعية وأقسامها، وعرف كل قسم منها وذكر ما يدل عليه من نصوص الكتاب والسنة.

ومن ذلك قوله رحمه الله تعالى: وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "احفظ الله تجده أمامك" (٣) معناه أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه في جميع الأحوال يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويؤيده ويسدده، فإنه قائم على كل نفس بما كسبت، وهو تعالى مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون ...

وهذه هي المعية الخاصة بالمتقين غير المعية العامة المذكورة في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ......... } (٤).

فإن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة ...


(١) سورة طه آية (٤٦).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر (٤/ ٢٠٧٦).
(٣) سبق تخريجه (ص ١٦١).
(٤) سورة الحديد آية (٤).

<<  <   >  >>