للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" (١).

ومنها حديث الجارية التي سألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله قالت: في السماء، قال من أنا؟ قالت: رسول الله قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة" (٢).

ومنها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قسمة الذهب الذي بعث به علي بن أبي طالب من اليمن إلى المدينة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءًا" (٣).

فهذه الأحاديث وغيرها مما هو بمعناها تدل دلالة واضحة على علو الله سبحانه وتعالى.

وأما من الإجماع: فقد أجمع سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان على أن الله تعالى فوق سمواته على عرشه.

وقد ذكر هذا الإجماع غير واحد منهم.

من ذلك ما قاله أبو عمرو الطلمنكي (٤) رحمه الله تعالى "وأجمع


(١) تقدم تخريجه (ص ٢١٦).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب المساجد (١/ ٣٨١).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب المغازي، باب في بعث علي بن أبي طالب (٥/ ١١٠) ومسلم: كتاب الزكاة (٢/ ٧٤٢).
(٤) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى المعافري الأندلسي الطلمنكي الحافظ عالم أهل قرطبة، وصاحب التصانيف، كان خبيرًا بعلوم القرآن، وكان على منهج أهل السنة والجماعة، يقول الذهبي: رأيت له كتابًا في السنة في مجلدين عامته جيد، توفي سنة ٤٢٩ هـ.
سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٦٦) وغاية النهاية في طبقات القراء (١/ ١٢٠) وشذرات الذهب (٣/ ٢٤٣).

<<  <   >  >>