للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى المخلوقين، وهذه اللوازم نفيًا وإثباتًا درج صدر الأمة على السكوت عنها" (١).

والسلف رحمهم الله تعالى منزهون في اعتقادهم عن التشبيه والتمثيل وقولهم في أسماء الله تعالى وصفاته هو الصحيح من الأقوال لأنه إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل، عمدتهم في ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومذهب السلف بين التعطيل وبين التمثيل فلا يمثلون صفات الله خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدوا في أسماء الله وآياته (٣).

ويقول ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى: وهدى الله أصحاب سواء السبيل للطريقة المثلى، فلم يتلوثوا بشيء من أوضار هذه الفرق وأدناسها، وأثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنها مماثلة المخلوقات، وكان مذهبهم مذهبًا بين مذهبين، وهدى بين ضلالين خرج من بين مذاهب المعطلين والمخيلين (٤) والمجهلين والمشبهين .... وقالوا


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٩٦).
(٢) سورة الشورى آية (١١).
(٣) الفتوى الحموية (ص ١٧).
(٤) أهل التخييل: هم الفلاسفة والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين والمتصوفة وغيرهم، وحقيقة مذهبهم: أن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر إنما هو تخييل وتمثيل لا حقيقة لها وليس هو حقًا ولا هدىً، وإنما المراد منها تخويف العامة وجمهور الناس وانتفاعهم بها ليستقيموا على الصراط المستقيم. وهم ينقسمون إلى قسمين: غلاة وغير غلاة. =

<<  <   >  >>