للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا بكثرة المقال، ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق، ويميز به بينه وبين الباطل (١).

وقد تنوعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام وأهله من ذلك قول الإمام مالك رحمه الله تعالى: الكلام في الدين أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجلّ، فالسكوت أحب إليّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل (٢).

وقال أيضًا رحمه الله تعالى: "لو كان الكلام علمًا لتكلم فيه الصحابة والتابعون، كما تكلموا في الأحكام والشرائع، ولكنه باطل يدل على باطل (٣).

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "رأيي ومذهبي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويجلسوا على الجمال ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام (٤).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء، والله ما توهمته قط، ولأن يبتلى المرء بجميع ما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه الله بالكلام" (٥).


(١) فضل علم السلف على علم الخلف (ص ١٤٣، ١٤٤).
(٢) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص ٣٦٤).
(٣) شرح السنة للبغوي (١/ ٢١٧).
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ١١٦).
(٥) أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (١/ ٤٥٣) وابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص ٣٣٦).

<<  <   >  >>