للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الفيروزأبادي: (١) أله يأله ألهة وتالهًا كعبد يعبد عبادة وتعبدًا (٢).

بهذا يتضح لنا أن لفظة (إله) مأخوذة من التأله وهو التعبد ومعناه المعبود المطاع سواء كان بحق أو بغير حق، فكل ما عبد بأي نوع من أنواع العبادات ولو كان المعبود جمادًا فهو إله عند عابده كما قال تعالى: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} (٣).

ولكن هذا اللفظ غلب على المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى يقول الزمخشري (٤): والإله من أسماء الأجناس كالرجل والفرس اسم يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق ... (٥).

وأما لفظ الجلالة (الله) فلا يطلق إلا على المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى، فهو مختص به عز وجل ولا يطلق على غيره (٦).


(١) هو مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الفيروزأبادي اللغوي، الأديب، ولي قضاء اليمن، وكان من العلماء الفضلاء، له مصنفات كثيرة منها "القاموس المحيط، وبصائر ذوي التمييز"، توفي سنة ٨١٧ هـ. بغية الوعاة (١/ ٢٧٣) وشذرات الذهب (٧/ ١٢٦) والبدر الطالع (٢/ ٢٨٠).
(٢) بصائر ذوي التمييز (٢/ ١٤).
(٣) سورة هود آية (١٠١).
(٤) محمود بن عمر بن محمد الزمخشري، أبو القاسم، كبير المعتزلة، وهو رأس في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، وهو داعية إلى الاعتزال، له مؤلفات أظهر فيها هذا المذهب منها: الكشاف في التفسير، توفي سنة ٥٣٨ هـ.
الأنساب (٦/ ٢٩٧) ووفيات الأعيان (٥/ ١٦٨) وبغية الوعاة (٢/ ٢٧٩).
(٥) الكشاف (١/ ٣٦).
(٦) انظر: لسان العرب (١٣/ ٤٦٩).

<<  <   >  >>