للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بين ابن رجب رحمه الله تعالى أن الإله الحق الذي يجب أن يطاع فلا يعصى هو الله سبحانه وتعالى فقال: "الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة وخوفًا ورجاء، وتوكلًا عليه، وسؤالًا منه ودعاءًا له، ولا يصلح ذلك كله إلا الله عز وجل" (١).

وقال أيضا رحمه الله تعالى: فإن الإله هو المعبود الذي يطاع فلا يعصى خشية وإجلالًا ومهابة ومحبة ورجاء وتوكلًا ودعاء، والمعاصي قادحة كلها في هذا التوحيد، لأنها إجابة لداعي الهوى وهو الشيطان قال الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (٢).

كما أشار رحمه الله تعالى إلى أن الإله قد يطلق على الهوى المتبع فقال: وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتبع (٣).

قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (٢) قال: هو الذي لا يهوى شيئًا إلا ركبه.

وقال قتادة (٤): هو الذي كلما هوى شيئًا ركبه، وكلما اشتهى شيئًا أتاه. لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى (٥) ... ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد


(١) كلمة الإخلاص (ص ٢٣).
(٢) سورة الجاثية آية (٢٣).
(٣) جامع العلوم والحكم (٢/ ١٢٩).
(٤) قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي أبو الخطاب البصري الحافظ، المحدث المفسر، كان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ، توفي سنة ١١٨ هـ رحمه الله تعالى.
الجرح والتعديل (٧/ ١٣٣) ووفيات الأعيان (٤/ ٨٥) وسير أعلام النبلاء (٥/ ٢٦٩).
(٥) أخرجه بنحوه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٥/ ١٥٠).

<<  <   >  >>