للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم حين التقت جيوشهم بقيادة غازان مع جيوش المسلمين بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون (١) ومعه الخليفة في موقعة مرج الصفراء سنة ٧٠٢ هـ على مقربة من حمص فهزم التتار فيها شر هزيمة ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك (٢). وأما الصليبيون فقد استمرت غاراتهم وهجماتهم على المسلمين نحو قرنين من الزمن، فهم في حملتهم الأولى سنة ٤٩١ هـ استولوا على القدس والرُها وقتلوا فيها آلاف المسلمين واستمروا على هذه الحال يعيثون في الأرض فسادا بحملاتهم المتتالية على بلاد المسلمين حتى هيأ الله سبحانه وتعالى للمسلمين حكامًا أقوياء تمكنوا من استرداد ما استولى عليه الصليبيون أمثال زنكي (٣) الذي استرد الرها سنة ٥٣٩ هـ (٤) وصلاح الدين الأيوبى (٥) الذي طهر بيت المقدس منهم سنة ٥٨٣ هـ (٦) وكانت نهايتهم وانقضاء دولتهم على يد الملك


(١) محمد بن قلاوون بن عبد الله الصالحي أبو الفتح، من كبار ملوك الدولة القلاوونية، توفي سنة ٧٤١ هـ.
الأعلام (٧/ ١١).
(٢) انظر: النجوم الزاهرة (٨/ ١٦٠) والسلوك للمقريزي (١/ ٩٢٨).
(٣) زنكي بن الحاجب الملك عماد الدين قال الذهبي: استولى على البلاد وعظم أمره، وافتتح الرها، وكان بطلا، شجاعا مقدامًا كأبيه، عظيم الهيبة، توفي سنة ٥٤١ هـ.
سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٨٩) والنجوم الزاهرة (٥/ ٢٧٨) وشذرات الذهب (٤/ ١٢٨).
(٤) انظر: البداية والنهاية (١٢/ ٢٣٤).
(٥) السلطان الكبير الملك الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن نجم الدين أيوب بن شاذى الدويني. قال الذهبي: محاسن صلاح الدين جمة لاسيما الجهاد، فله فيه اليد البيضاء ببذل الأموال والخيل، وله عقل جيد، وفهم وحزم وعزم، توفي سنة ٥٨٩ هـ.
سير أعلام النبلاء (٢١/ ٢٧٨) والبداية والنهاية (١٣/ ٣).
(٦) انظر: الكامل لابن الأثير (١١/ ٥٤٦) والبداية والنهاية (١٢/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>