للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشرف (١) بن المنصور قلاوون جزيرة الروضة الواقعة في نهر النيل، وأسكنهم فيها وقد دامت مملكتهم قرنًا وثلثًا (٢) وقد أدرك الحافظ ابن رجب طرفًا كبيرًا من عهدهم سنة ٦٩٠ هـ (٣).

هذه الحوادث غيرت مجرى التاريخ وأيقظت العالم الإسلامي من سباته العميق.

ولا شك أن تلك الحوادث وإن كانت سابقة من حيث الزمن على ميلاد ابن رجب رحمه الله تعالى إلا أنها تركت أثرًا كبيرًا في نفسه، فالصراعات المذهبية العنيفة بين أهل السنة والرافضة من جهة، وما صنعه النصارى واليهود والرافضة من مساعدة للتتار للقضاء على الإسلام وأهله من جهة أخرى كان لها أثر في الناحية الاجتماعية والعلمية كما سيأتي.

ولقد عاش ابن رجب رحمه الله تعالى كما يظهر من تاريخ حياته خلال القرن الثامن الهجري وهو القرن الذي كان يحكم فيه المماليك الذين قامت دولتهم على أنقاض الدولة الأيوبية الذين كانت دولتهم من أعظم مراكز القوى في العالم الإسلامي بسبب قدرتها على إيقاف التقدم المغولي المدمر الذي قضى على الخلافة الإسلامية ببغداد.

وتبدأ فترة حكم المماليك من سنة ٦٤٨ هـ وتنتهي في سنة ٩٢٣ هـ.


(١) خليل بن قلاوون الصالحي الملك الأشرف، ولي بعد وفاة أبيه، واستفتح الملك بالجهاد وقاتل الإفرنج، وكان شجاعًا مهيبًا عالي الهمة، قتله بعض المماليك سنة ٦٩٣ هـ.
النجوم الزاهرة (٨/ ٣) والأعلام (٢/ ٣٢١).
(٢) انظر: النجوم الزاهرة (٦/ ٣١٩) وحسن المحاضرة (٢/ ٣٤) والعصر المماليكي في مصر والشام (ص ٥).
(٣) انظر البداية والنهاية (١٣/ ٣٠٤ وما بعدها)، والنجوم الزاهرة، من ص ٦ إلى ص ٧.

<<  <   >  >>