للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اهتم ابن رجب رحمه الله تعالى في بيان هذه العبادة العظيمة فقال رحمه الله تعالى في بيان حقيقة التوكل: وحقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها ووكلت الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: والتوكل من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٢) (٣) ...

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: ... فمن حقق التوكل على الله لم يكله إلى غيره، وتولاه بنفسه وحقيقة التوكل: مكيلة الأمور كلها إلى من هي بيده، فمن توكل على الله في هدايته وحراسته وتوفيقه وتأييده ونصره ورزقه وغير ذلك من مصالح دينه ودنياه تولى الله مصالحه كلها، فإن الله تعالى هو ولي الذين آمنوا، وهذا هو حقيقة الوثوق برحمة الله فمن وثق برحمة ربه ولم يثق بغير رحمته فقد حقق التوكل على ربه في توفيقه، وتسديده، فهو جدير أن يتكفل الله بحفظه ولا يكله إلى نفسه (٤) ...

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: " ... وإنما المتوكل حقيقة من يعلم أن الله قد ضمن لعبده برزقه، وكفايته، فيصدق الله فيما ضمنه وثيق بقلبه ويحقق الاعتماد عليه فيما ضمنه من الرزق، من غير أن يخرج التوكل مخرج الأسباب في استجلاب الرزق به والرزق مقسوم لكل أحد، من بر


(١) جامع العلوم والحكم (٣/ ٣٤٦).
(٢) سورة الطلاق آية (٣).
(٣) نور الاقتباس (ص ١١٠).
(٤) شرح حديث زيد "لبيك اللهم لبيك" ورقة (٢٤).

<<  <   >  >>