للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفاجر، ومؤمن وكافر كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (١) هذا مع ضعف كثير من الدواب، وعجزها عن السعي في طلب الرزق قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} (٢) فمادام العبد حيًا، فرزقه على الله وقد ييسره الله له بكسب وبغير كسب فمن توكل على الله لطلب الرزق، فقد جعل التوكل سببًا وكسبًا، ومن توكل عليه لثقته بضمانه فقد توكل عليه ثقة به وتصديقًا بوعده" (٣).

وقال رحمه الله تعالى في بيان ثمرة التوكل على الله عز وجل "واعلم أن ثمرة التوكل: الرضا بالقضاء، فمن وكل أموره إلى الله، ورضي بما يقضيه له ويختاره، فقد حقق التوكل" (٤).

كما بين رحمه الله تعالى أن مباشرة الأسباب والأخذ بها لا تنافي التوكل بل لا يصح التوكل إلا مع القيام بها وإلا فهو بطالة وتوكل فاسد يقول رحمه الله في بيان هذا: "واعلم أن تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدورات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك، فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمان به قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} (٥).

وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} (٦).


(١) سورة هود آية (٦).
(٢) سورة العنكبوت آية (٦٠).
(٣) جامع العلوم والحكم (٣/ ٣٦٠).
(٤) المصدر السابق (٣/ ٣٦١).
(٥) سورة النساء آية (٧١).
(٦) سورة الأنفال آية (٦٠).

<<  <   >  >>