للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (١).

وقال سهل التستري: (٢) من طعن في الحركة "يعني في السعي والكسب"، فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان، فالتوكل حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والكسب سنته، من عمل على حاله فلا يتركن سنته.

ثم إن الأعمال التي يعملها العبد ثلاثة أقسام:

أحدهما: الطاعات التي أمر الله عباده بها، وجعلها سببًا للنجاة من النار ودخول الجنة، فهذا لابد من فعله مع التوكل على الله فيه، والاستعانة به عليه، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فمن قصر في شيء مما وجب عليه من ذلك، استحق العقوبة في الدنيا والآخرة، شرعًا وقدرًا" (٣).

وقال أيضًا رحمه الله تعالى: " ... وكذلك من ضيع بتركه الأسباب حقًا له، ولم يكن راضيًا بفوات حقه، فإن هذا عاجز مفرط، وفي مثل هذا جاء قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان ... " (٤).


(١) سورة الجمعة آية (١٠).
(٢) سهل بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري الزاهد، قال الذهبي: له كلمات نافعة، ومواعظ حسنة، توفي سنة ٢٨٣ هـ.
سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٣٠) وشذرات الذهب (٢/ ١٨٢).
(٣) جامع العلوم والحكم (٣/ ٣٤٧).
(٤) أخرجه مسلم: كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله (٤/ ٢٠٥٢).

<<  <   >  >>