للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواية "وما استقل به قدمي" (١).

وقد وصف الله تعالى في كتابه الأرض بالخشوع فقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (٢) فاهتزازها وربوها -وهو ارتفاعها- مزيل لخشوعها، فدل على أن الخشوع الذي كانت عليه هو سكونها وانخفاضها فكذلك القلب إذا، فإنه تسكن خواطره وإراداته الرديئة التي تنشأ من إتباع الهوى وينكسر وينخضع لله، فيزول بذلك ما كان فيه من التعاظم والترفع والتكبر ومتى سكن ذلك في القلب خشعت الأعضاء والجوارح والحركات كلها حتى الصوت، وقد وصف الله تعالى الأصوات بالخشوع في قوله: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} (٣) فخشوع الأصوات هو سكونها وانخفاضها بعد ارتفاعها.

وكذلك وصف وجوه الكفار وأبصارهم يوم القيامة بالخشوع فدل ذلك على دخول الخشوع في هذه الأعضاء كلها (٤).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "وأصل الخشوع الحاصل في القلب إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله. وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع" (٥).

كما بين رحمه الله تعالى أن الخشوع لله عز وجل من صفات المؤمنين وأن الله سبحانه وتعالى تعبدهم به فقال: "إن الله سبحانه وتعالى


(١) بهذه الزيادة أخرجه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح، المسند تحقيق أحمد شاكر (٢/ ١٩٩).
(٢) سورة فصلت آية (٣٩).
(٣) سورة طه آية (١٠٨).
(٤) الخشوع في الصلاة (ص ١١ - ١٣).
(٥) المصدر السابق (ص ١٤).

<<  <   >  >>