للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: محبة ما يحبه الله تعالى من الأعمال، وبها تبلغ إلى حبه، وفي هذا إشارة إلى أن درجة المحبة لله تعالى إنما تنال بطاعة الله وبفعل ما يحبه، فإذا امتثل العبد أوامر مولاه وفعل ما يحبه أحبه الله تعالى ورقاه إلى درجة محبته كما في الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري (١): "وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ... " (٢).

كما أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى الأعمال التي توصل إلى محبة الله تعالى لعبده فقال: "أفضل ما تستجلب به محبة الله عز وجل فعل الواجبات وترك المحرمات، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات وجدان حلاوة الإيمان أن يكره أن يرجع إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار ... ثم بعد ذلك الاجتهاد في نوافل الطاعات وترك دقائق المكروهات والمشتبهات ... ومن أعظم ما يحصل به محبة الله تعالى من النوافل تلاوة القرآن خصوصًا مع التدبر ... ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لمن قال: إني أحب سورة (قل هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن، فقال: "أخبروه أن الله يحبه ... " (٣).

ومن الأعمال التي توصل إلى محبة الله تعالى -وهي أعظم علامات المحبين كثرة ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان ... ومن علامات المحبين لله وهو ما يحصل به المحبة أيضًا حب الخلوة بمناجات الله تعالى وخصوصًا في ظلمة الليل (٤).


(١) تقدم تخريجه (ص ١٦٨).
(٢) اختيار الأولى (ص ١١٩) وما بعدها.
(٣) تقدم تخريجه (ص ٢٢٦).
(٤) اختيار الأولى (ص ١٢١) وما بعدها، وانظر: جامع العلوم والحكم (٣/ ١٦٢، ١٦٣).

<<  <   >  >>