للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتنقص لعظمة الإلهية، وسوء ظن برب العالمين" (١).

٢ - الشرك الأصغر:

وهو كل وسيلة يتوصل بها إلى الشرك ما لم يبلغ درجة العبادة، وهو غير مخرج من الملة إلا إذا بلغ درجة الشرك الأكبر، وهو من أكبر الكبائر، وصاحبه لا يخلد في النار بل هو تحت مشيئة الله تعالى كسائر الذنوب والمعاصي التي دون الشرك الأكبر إن شاء عذبه وإن شاء غفر له لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢) وهو معتقد أهل السنة والجماعة.

وقد ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى في كلامه السابق (٣) أمثلة لهذا النوع من الشرك وهي:

١ - الحلف بغير الله كأن يحلف بالنبي أو الكعبة أو الأمانة أو الحياة أو بولي من الأولياء أو بالشرف أو بغير ذلك من المخلوقات، فكل ذلك من الشرك الذي يدخل في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك" (٤) وذلك لأن الحلف تعظيم، والتعظيم لا يكون إلا لمن يستحقه وهو الله سبحانه وتعالى.

٢ - قول: "ما شاء الله وشاء فلان"، وما شابهها من العبارات التي


(١) إغاثة اللهفان (١/ ٦٠).
(٢) سورة النساء آية (٤٨، ١١٦).
(٣) (ص ٣٧٧).
(٤) أخرجه أحمد (١/ ١٢٥) وأبو داود: كتاب الأيمان والنذور، باب في كراهية الحلف بالأباء (٣/ ٥٧٠) والترمذي: كتاب النذور والأيمان، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (٤/ ١١٠) وقال: حديث حسن. والحاكم (١/ ٥٢) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>