للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون وسيلة إلى الشرك كقول: "مالي إلا الله وأنت" وقول "هذا من الله ومنك" وغيره، والواجب أن يقول "ما شاء الله ثم شاء فلان" أو "مالي إلا الله ثم أنت" "وهذا من الله ثم منك" وهكذا لأن الواو تقتضي التشريك والتسوية، وثم تفيد الترتيب والتعقيب، وكل هذه الألفاظ داخلة تحت نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، كما جاء عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان" (١).

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله عدلًا، لا بل ما شاء الله وحده" (٢).

وعن قُتَيْلَة بنت صيفي الأنصارية رضي الله عنها: أن يهوديًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت" (٣).

وجاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} (٤) قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن يقول: "والله وحياتك يا فلانة وحياتي" ويقول: "لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص ولولا


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣٩٤) وأبو داود: كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسي (٥/ ٢٥٩)، والحديث صححه الألباني كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٥٤) حديث رقم (١٣٧).
(٢) تقدم تخريجه (ص ٢٣١).
(٣) أخرجه أحمد (٦/ ٣٧١) والنسائى: كتاب الأيمان والنذور (٧/ ٦).
(٤) سورة البقرة آية (٢٢).

<<  <   >  >>