للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: إذا كان العمل لله، وشاركه الرياء من أصله فإن هذا العمل باطل ومردود على صاحبه، ودلّت على بطلانه الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة التي تبيّن وجوب إخلاص العمل لله تبارك وتعالى وترك الرياء، يقول ابن رجب رحمه الله تعالى في بيان هذا: وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء، فإن شاركه من أصله، فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضًا وحبوطه، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) ... (١).

وخرّج الإمام أحمد عن شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك، فإن الله عزّ وجلّ يقول: (أنا خير قسيم لمن أشرك بي شيئًا، فإن جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني).

وخرّج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعيد بن أبي فضالة -وكان من الصحابة- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله عزّ وجلّ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" (٢).

وخرّج النسائي بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أرأيت رجلًا غزًا يلتمس الأجر


(١) مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله (٤/ ٢٢٨٩).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٤٦٦) والترمذي: كتاب التفسير، باب ومن سورة الكهف (٥/ ٣١٤) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه: كتاب الزهد، باب الرياء والسمعة (٢/ ١٤٠٦) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٠٧) والحديث صححه الألباني كما في صحيح الجامع (١/ ١٩٠).

<<  <   >  >>