للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذكر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا شيء له" ثم قال: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغى به وجهه" (١).

وخرّج الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رجل يا رسول الله: إني أقف الموقف أريد به وجه الله، وأريد أن يرى موطني، فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا حتى نرلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ... } (٢) (٣).

وممن يروى عنه هذا المعنى -أن العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلًا- طائفة من السلف، منهم: "عبادة بن الصامت" و"أبو الدرداء" و"الحسن" و"سعيد بن المسيب" (٤) وغيرهم ... ولا نعرف عن السلف في هذا خلافًا ... إلى أن قال: "فإن خالط نية الجهاد مثل نية غير الرياء، مثل أخذه أجرة للخدمة، أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهاده، ولم يبطل بالكلية وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجّلوا ثلثي أجرهم فإن لم يغنموا شيئًا تم لهم أجرهم" (٥).


(١) أخرجه النسائي: كتاب الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر (٦/ ٢٥) وقال الحافظ العراقي: إسناده حسن، وتخريج الإحياء (٤/ ٣٧٤).
(٢) سورة الكهف آية (١١٠).
(٣) أخرجه الحاكم (٢/ ١١١) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٤) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات والفقهاء الكبار، اتفق العلماء على أن مرسلاته أصح المراسيل، قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، توفي رحمه الله تعالى سنة ٩٤ هـ. طبقات ابن سعد (٥/ ١١٩) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٢١٧) وتهذيب التهذيب (٤/ ٨٤).
(٥) صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم (٣/ ١٥١٥).

<<  <   >  >>