للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار" (١).

وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم لتختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي على نحو مما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار" (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحرًا" (٤).

فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة -سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا- على أن ينتصر للباطل، ويخيل للسامع أنه حق، ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل، كان ذلك من أقبح المحرمات، وأخبث خصال النفاق، وفي سنن أبي داود عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزل في سخط الله حتى ينزع" (٥).


(١) أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} (٧/ ٩٥) ومسلم: كتاب البر والصلة، باب قبح الكذب، وحسن الصدق وفضله (٤/ ٢٠١٢).
(٢) أخرجه البخاري: كتاب المظالم، باب قول الله تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (٣/ ١٠١) ومسلم: كتاب العلم، باب في الألد الخصم (٤/ ٢٠٥٤).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب الأحكام، باب موعظة الإمام للخصوم (٨/ ١١٢) ومسلم؛ كتاب الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة (٣/ ١٣٣٧).
(٤) أخرجه البخاري: كتاب الطب، باب إن من البيان لسحرًا (٧/ ٣٠).
(٥) أخرجه أحمد وقال أحمد شاكر: إسناد صحيح. المسند تحقيق أحمد شاكر (٧/ ٢٠٥) وأبو داود: كتاب الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها (٤/ ٢٣) والحاكم (٢/ ٢٧) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٩٨) رواه أبو داود والطبراني بإسناد جيد.

<<  <   >  >>