للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مالك يا حنظلة؟ قال: نافق حنظلة يا رسول الله، وذكر له مثل ما قال لأبي بكر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تدومون على الحال التي تكونون بها عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" (١) (٢) ...

وقد ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى أثارًا كثيرة عن السلف من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم تدل على خوفهم من النفاق فقال: "ومن هنا كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم، وكان عمر يسأل حذيفة عن نفسه" (٣).

وسئل أبو رجاء العطاردي (٤): هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخشون النفاق؟ فقال: نعم، إني أدركت منهم بحمد الله صدرًا حسنًا، نعم شديدًا، نعم شديدًا" (٥).

وقال البخاري في صحيحه: وقال ابن أبي مليكة (٦): "أدركت


(١) أخرجه مسلم: كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة (٤/ ٢١٠٧).
(٢) جامع العلوم والحكم (٣/ ٣٤٣).
(٣) أخرجه وكيع في الزهد (٣/ ٧٩١) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (١/ ٢٧/ ب).
(٤) هو الإمام الكبير عمران بن ملحان التميمي البصري، من كبار المخضرمين، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد فتح مكة، ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان خيرًا تلاءً لكتاب الله، وكان ثقة نبيلًا عالمًا عاملًا، توفي سنة ١٠٥ هـ.
أسد الغابة (٤/ ١٣٦) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٢٥٣) وتهذيب التهذيب (٨/ ١٤٠).
(٥) أخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص ٧١) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٦٣٤) وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٠٧).
(٦) هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله القرشي التيمي أبو محمد الإمام الحافظ الحجة، كان عالمًا مفتيًا صاحب حديث وإتقان، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما، توفي سنة ١١٧ هـ رحمه الله تعالى.
الجرح والتعديل (٥/ ٩٩) وسير أعلام النبلاء (٥/ ٨٨) وتهذيب التهذيب (٥/ ٣٠٦).

<<  <   >  >>