للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان عليه دين فليؤد دينه وليزك ما بقي" خرجه مالك في الموطأ (١). وقد قيل أن ذلك الشهر الذي كانوا يخرجون فيه زكاتهم نسي، ولم يعرف، وقيل بل كان شهر المحرم لأنه رأس الحول، وقد ذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أن الإمام يبعث سعاته لأخذ الزكاة في المحرم، وقيل بل كان شهر رمضان لفضله وفضل الصدقة فيه، وبكل حال، فإنما تجب الزكاة إذا تمّ الحول على النصاب فكل أحد له حول يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب، فإذا تمّ حوله وجب عليه إخراج زكاته في أي شهر كان، فإن عجل زكاته قبل الحول أجزأه عند جمهور العلماء وسواء كان تعجيله لاغتنام زمان فاضل أو لاغتنام الصدقة على من لا يجد مثله في الحاجة أو كان لمشقة إخراج الزكاة عليه عند تمام الحول جملة فيكون التفريق في طول الحول أرفق به" (٢).

جـ - الصيام: قال ابن رجب رحمه الله تعالى: "وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه ولكن روي عن أبي قلابة (٣) أنه قال: "في الجنة قصر لصوام رجب" قال البيهقي: أبو قلابة من كبار التابعين لا يقول مثله إلا عن بلاع، وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة (٤)


(١) الموطأ: كتاب الزكاة، باب الزكاة في الدين (٢/ ٢٥٣).
(٢) لطائف المعارف (ص ١٢٥).
(٣) أبو قلابة: عبد الله بن زيد بن عمرو البصري أبو قلابة الحرمي، قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، توفي سنة ١٠٤ هـ.
طبقات ابن سعد (٧/ ١٨٣) تذكرة الحفاظ (١/ ٨٨) تهذيب التهذيب (٥/ ٢٢٤).
(٤) مجيبة: بضم أوله وكسر الجيم بعدها تحتانية ثم موحدة، اختلف فيه فقيل رجل من باهلة وقيل امرأة من الصحابة بحديث الصوم.
تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٩) تقريب التهذيب (٣٢٩).

<<  <   >  >>