للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام، والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولًا، ثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيًا، وفي ذلك كفاية لمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل (١).

ولا أريد هنا أن أتكلم عن التصوف والمتصوفة (٢) وما يتعلق بهم من بدع وانحرافات لأني لست في مقام الكلام على ذلك، وإنما أريد هنا أن أقتصر على ذكر بعض البدع التي وقعوا فيها وخصوصًا التي تكلم عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في مؤلفاته ومنها:

أ - بدعة تقسيم الدين إلى حقيقة وشرعية:

إن من أصول المتصوفة، وقواعد طرقهم البدعية تقسيم العلم إلى ظاهر وباطن، والدين الإسلامي إلى شريعة وحقيقة، والشرعية هي الظاهر من الدين وهي الباب الذي يدخل منه الجميع، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار في حد زعمهم، وهؤلاء هم الذين أسقطوا عنهم التكاليف الشرعية لأنهم وصلوا، وهذا كله من تلاعب الشيطان بهم، وتزيينه ذلك لهم، نعوذ بالله من الضلال والخذلان، وقد تكلم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذه البدعة فقال: "كثير ممن يدعي العلم الباطن ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر الذي هو الشرائع والأحكام والحلال والحرام، ويطعن في أهله، ويقول هم محجوبون


(١) فضل علم السلف على علم الخلف (ص ١٤٩، ١٥٠).
(٢) هناك الكثير من الكتب القديمة والحديثة التي تكلمت عن التصوف والمتصوفة ومنها: كتاب الاستقامة واقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية، تنبيه الغبي لتكفير ابن عربي للبقاعي، هذه هي الصوفية لعبد الرحمن الوكيل، التصوف المنشأ والمصادر لإحسان إلهي ظهير وغيرها.

<<  <   >  >>