للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقل، وتمكث الليالي ما تصلّي، وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدّين" (١).

ومنها حديثة حنظلة الأسيدي رضي الله عنه، قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكّرنا بالنار والجنّة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات (٢)، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنّة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" (٣)، ثلاث مرات.

ومنها حديث أنس رضي الله عنه عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج من النار من قال لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزرة ذرة من خير" (٤).


(١) أخرجه البخاري: كتاب الحيض - باب ترك الحائض الصوم (١/ ٧٨)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات (١/ ٨٦).
(٢) الضيعات: مفردها ضيعة، وضيعة الرجل ما يكون عنده من معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك.
النهاية لابن الأثير (٣/ ١٠٨).
(٣) تقدم تخريجه (ص ٤١٤).
(٤) تقدم تخريجه (٣١٧).

<<  <   >  >>