للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلبًا إلَّا كلب صيد أو ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراطان" (١).

فهذه بعض أدلّة السلف من القرآن الكريم والسنّة المطهّرة تدلّ أن الإيمان يزيد وينقص، وإن كان بعضها فيه لفظ الزيادة فقط، فإنها تدل بطريق الالتزام على النقص، لأن الشيء الذي يقبل الزيادة يقبل النقص، وإلَّا فلا معنى للزيادة، إذ لا يمكن أن يتصوَّر شيء قابل للزيادة غير قابل للنقصان، روي الآجري بسنده أنه قيل لسفيان بن عيينة: "الإيمان يزيد وينقص؟ قال: أليس تقرؤون القرآن {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} (٢) في غير موضع، قيل: ينقص؟ قال: ليس شيء يزيد إلَّا وهو ينقص" (٣).

وروى أيضًا الآجري واللالكائي (٤) عن الحميدي، أنّه قال: سمعت ابن عيينة يقول: "الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة (٥): يا أبا محمد، لا تقولن يزيد وينقص، فغضب وقال: اسكت يا صبي، بل ينقص حتى لا يبقى منه شيء" (٦).


(١) أخرجه البخاري: كتاب الذبائح - باب من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية (٦/ ٢١٩)، ومسلم: كتاب المساقاة - باب الأمر بقتل الكلاب (٣/ ١٢٠١).
(٢) سورة آل عمران، آية (١٧٣).
(٣) أخرجه الآجري في الشريعة (ص ١١٧).
(٤) الإمام الحافظ المجود أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي، مفيد بغداد في وقته، من مؤلفاته العظيمة: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، توفي سنة ٤١٨ هـ.
تاريخ بغداد (١٤/ ٧٠)، وسير أعلام النبلاء (١٧/ ٤١٩).
(٥) إبراهيم بن عيينة أبو إسحاق أخو سفيان بن عيينة، كان إمامًا خيّرًا. قال ابن معين: كان مسلمًا صدوقًا، ولم يكن من أصحاب الحديث، توفي سنة ١٩٩ هـ.
الجرح والتعديل (٢/ ١١٨)، وميزان الاعتدال (١/ ٥١)، وتهذيب التهذيب (١/ ١٤٩).
(٦) أخرجه الآجري في الشريعة (ص ١١٧)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة (٥/ ٩٦٠).

<<  <   >  >>