للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تكلّم السلف الصالح وأئمّة الإسلام رحمهم الله تعالى على هذه المسألة، وصنّفوا فيها الكتب والمقالات، وخلاصة كلامهم في هذه المسألة تنحصر في الأقوال (١) التالية:

١ - ذهب الزهري وحماد بن زيد إلى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل، والمراد بالكلمة شهادة أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله.

٢ - وذهب الإمام البخاري ومحمد بن نصر المروزي (٢) وابن منده (٣) وابن عبد البرّ وغيرهم إلى أن الإسلام والإيمان مترادفان يراد بأحدهما ما يراد بالآخر.

٣ - وذهب أكثر أهل العلم من السلف إلى القول بأن الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما شمل الدين كلّه أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله الظاهرة والباطنة.


(١) انظر حكاية هذه الأقوال في: تعظيم قدر الصلاة للمروزي (٢/ ٥٠٦ - ٥٣١)، والإيمان لابن منده (١/ ٣٢١)، والتمهيد لابن عبد البر (٩/ ٣٤٩ - ٢٥٠)، والإيمان لابن تيمية (ص ٢١٦) وما بعدها، وجامع العلوم والحكم لابن رجب (١/ ٦٣) وما بعدها، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (ص ٣٩٠ - ٣٩٤)، وفتح الباري لابن حجر (١/ ١١٤).
(٢) محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد الله الإمام الحافظ، كان إمام عصره في الحديث، وكان من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، وكان عابدًا زاهدًا، له مؤلّفات عظيمة منها "تعظيم قدر الصلاة"، توفي سنة ٢٩٤ هـ.
تاريخ بغداد (٣/ ٣١٥)، والمنتظم (٦/ ٦٣)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٦٥٠).
(٣) محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، الإمام الحافظ أبو عبد الله، محدث الإِسلام، كان من أوسع العلماء رحلة وأكثرهم حديثًا وشيوخًا، وكان جبلًا من جبال العلم، وله مؤلّفات كثيرة منها: كتاب الإيمان، وكتاب التوحيد، توفي سنة ٣٩٥ هـ.
ذكر أخبار أصبهان (٢/ ٣٠٦)، وطبقات الحنابلة (٢/ ١٦٧)، وتذكرة الحفاظ (٣/ ١٠٣١).

<<  <   >  >>