للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام بتلاوة القرآن عليهم فأسلم كثير منهم" (١).

كما بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى أن المخالفين لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينقسمون إلى قسمين: قسم يردّون ما جاء به ولا يعتقدون وجوب طاعته، فهؤلاء خارجون عن الملّة.

وقسم يعتقدون وجوب طاعته ولكنهم يخالفون أمره تهاونًا وكسلًا، فهؤلاء لهم نصيب من الهوان والذلّة بحسب ما هم عليه.

فقال رحمه الله تعالى: "ومخالفة الرسول على قسمين:

أحدهما: مخالفة من لا يعتقد طاعة أمره كمخالفة الكفار، وأهل الكتاب الذين لا يرون طاعة الرسول، فهم تحت الذلّة والصغار، ولهذا أمر الله بقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وعلى اليهود الذلّة والمسكنة لأن كفرهم بالرسول كفر عناد.

والثاني: من اعتقد طاعته ثم يخالف أمره بالمعاصي التي يعتقد أنها معصية، فله نصيب من الذلّة والصغار.

وقال الحسن: إنهم إن طقطقت (٢) بهم البغال، وهملجت (٣) بهم البراذين (٤)، فإن ذلّ المعصية في رقابهم، أبى الله أن يذلّ إلّا من عصاه.

وكان الإمام أحمد يدعو: "اللهمّ أعزّنا بالطاعة ولا تذلّنا بالمعصية" .... (٥).


(١) شرح حديث مثل الإسلام ورقة (٩، ١٠).
(٢) الطقطقة: هي صوت قوائم الخيل على الأرض الصلبة - لسان العرب (١٠/ ٢٢٥).
(٣) الهملجة: هي مشية البراذين - لسان العرب (٢/ ٣٩٣).
(٤) البراذين: جمع برذون، وهو يطلق على غير العربي من الخيل والبغال، والأنثى منه يقال لها: برذونة، لسان العرب (١٣/ ٥١)، المعجم الوسيط (ص ٤٨).
(٥) الحكم الجديرة بالإذاعة (٤٢، ٤٣).

<<  <   >  >>