للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعثني بالحق، ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر" (١).

وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" (٢).

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان" (٣).

وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قالت أم حبيبة: اللهمّ متّعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأبي، أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك سألت الله لآجال مضروبة، وآثار موطوءة، وأرزاق مقسومة، لا يُعَجِّل شيئًا منها قبل حلّه، ولا يؤخّر منها شيئًا قبل حلّه، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرًا لك" (٤).

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "وفي هذه الأحاديث كلّها دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنّة في إثبات القدر، وأن جميع الواقعات


(١) أخرجه الترمذي: كتاب القدر باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره (٤/ ٤٥٢)، وابن ماجه: المقدمة - باب في القدر (١/ ٣٢)، والحاكم (١/ ٣٢)، وقال: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه مسلم: كتاب القدر - باب كل شيء بقدر (٤/ ٢٠٤٥).
(٣) تقدم تخريجه (ص ٣٦١).
(٤) أخرجه مسلم: كتاب القدر - باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر (٤/ ٢٠٥١).

<<  <   >  >>