للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فريقين: أهل يمين خلقهم للنعيم فضلًا، وأهل الشمال خلقهم للجحيم عدلًا" (١).

وقد تكلّم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذه المسألة، فقال: "وقد ورد النهي عن الخوض في القدر، وفي صحيح ابن حبان والحاكم عن ابن عباس مرفوعًا: "لا يزال أمر هذه الأمة موافيًا ومقاربًا ما لم يتكلّموا في الولدان والقدر" (٢).

. . . والنهي عن الخوض في القدر يكون على وجوه، منها: ضرب كتاب الله بعضه ببعض فينزع المثبت للقدر بآية والنافي له بأخرى ويقع التجادل في ذلك، وهذا قد روي أنه وقع في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غضب من ذلك ونهى عنه (٣).

وهذا من جملة الاختلاف في القرآن والمراء فيه، وقد نُهي عن ذلك (٤).


(١) شرح السنة للبغوي (١/ ١٤٤).
(٢) أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن (ص ٤٥١)، والحاكم (١/ ٣٣) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا نعلم له علّة، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أيضًا البزار كما في كشف الأستار (٣/ ٣٦)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٢)، قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٠٢): رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.
(٣) يشير ابن رجب رحمه الله تعالى في هذا الكلام إلى حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: هجّرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف في وجهه الغضب، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب"، أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٥٣).
(٤) كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المراء في القرآن كفر". =

<<  <   >  >>