للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن أضاف شيئًا من النعم إلى غير الله مع اعتقاده أنه ليس من الله فهو مشرك حقيقة، ومع اعتقاد أنه من الله فهو نوع شرك خفي.

والنوع الثاني: أسباب الشر فلا تضاف إلا إلى الذنوب لأن جميع المصائب إنما هي بسبب الذنوب كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} (١) وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} (٢) فلا تضاف إلى شيء من الأسباب سوى الذنوب كالعدوى أو غيرها، والمشروع اجتناب ما ظهر منها واتقاؤه بقدر ما وردت به الشريعة مثل اتقاء المجذوم والمريض والقدوم على مكان الطاعون، وأما ما خفي منها فلا يشرع اتقاؤه واجتنابه فإن ذلك من الطيرة المنهى عنها (٣).

بهذا يتبين لنا غلط كثير من الناس حيث توهموا أن فعل الأسباب وتعاطيها ينافي التوكل والاعتماد على الله، وينافي الإيمان بالقضاء والقدر وفهموا أن الإيمان بالقضاء والقدر يعني الخمول والكسل وترك فعل الأسباب وهذا غلط بيّن وهو ناتج عن عدم فهم الإيمان بالقضاء والقدر على الوجه الصحيح، والحق في هذه المسألة ما سبق بيانه، والله أعلم.


(١) سورة النساء آية (٧٩).
(٢) سورة الشورى آية (٣٠).
(٣) لطائف المعارف (ص ٨٥، ٨٦).

<<  <   >  >>