للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفتن التي وقعت بمقتل عثمان رضي الله عنه. . . إلى أن قال رحمه الله: "ثم إن المؤمن لابد أن يفتن بشيء من الفتن المؤلمة الشاقة عليه ليمتحن إيمانه كما قال الله تعالى: {الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢)} (١).

ولكن الله يلطف بعباده المؤمنين في هذه الفتنة، ويصبرهم عليها ويثيبهم فيها، ولا يلقيهم في فتنة مضلة مهلكة، تذهب بدينهم، بل تمر عليهم وهم منها في عافية. . . والفتن الصغار التي يبتلى بها المرء في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الطاعات من الصلاة والصيام والصدقة.

كذا جاء في حديث حذيفة (٢) رضي الله عنه. . . وأما الفتن المضلة التي يخشى منها فساد الدين فهي التي يستعاذ منها ويسأل الموت قبلها،


= والعقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٦٥) كلهم في ترجمة سلم بن ميمون الخواص قال ابن حبان فيه: غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث واتقانه فربما ذكر الشيء بعد الشيء ويقلبه توهمًا لا تعمدًا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات.
وقال ابن عدي: ولسلم غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة الإسناد والمتن وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعله كان يقصد أن يصيب، فيخطىء في الإسناد والمتن لأنه لم يكن عمله.
وقال العقيلي: حديث بمناكير لا يتابع عليها.
وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٨٤): أدركته ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الأحمر حديثًا منكرًا شبه الموضوع.
قلت: ولعله هذا الحديث لأنه من روايته عن أبي خالد الأحمر.
ولمزيد من الإيضاح انظر: ترجمة سلم بن ميمون الخواص في ميزان الاعتدال (٢/ ١٨٩) ولسان الميزان (٣/ ٦٦).
(١) سورة العنكبوت آية (١ - ٢).
(٢) سبق ذكر هذا الحديث وتخريجه (ص ٣٨٧).

<<  <   >  >>