للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي قبل موت عيسى عليه السلام وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى أن هذا هو قول ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم ثم قال: "هذا القول هو الحق" (١).

وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (٢) أي أن نزول عيسى عليه السلام قبل القيامة علامة على قرب الساعة ويدل على ذلك القراءة الأخرى (وإنه لعَلَم للساعة) بفتح العين واللام. أي علامة وأمارة على قيام الساعة.

قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية (وإنه) يعني عيسى عليه السلام (لعلم للساعة) يعني نزوله من أشراط الساعة يعلم به قربها، وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة: (وإنه لعَلَم للساعة) بفتح اللام والعين أي أمارة وعلامة" (٣).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: (وإنه لعلم للساعة) تقدم تفسير ابن إسحاق (٤) أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر، وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري


(١) تفسير ابن كثير (١/ ٥٧٦).
(٢) سورة الزخرف آية (٦١).
(٣) معالم التنزيل (٤/ ١٤٣).
(٤) أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار القرشي المطلبي العلامة الحافظ الأخباري صاحب السيرة النبوية، قال ابن سعد: كان ثقة، ومنهم من يتكلم فيه، وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق، توفي سنة ١٥٠ هـ، وقيل غير ذلك.
طبقات ابن سعد (٧/ ٣٢١) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٧٦) وسير أعلام النبلاء (٧/ ٣٣).

<<  <   >  >>