للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد إلى القرآن بل الصحيح أنه عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة ... ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى (وإنه لعَلَم للساعة) أي أمارة ودليل على وقوعها.

قال مجاهد: (وإنه لعلم للساعة) أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة.

وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وقتادة والضحاك وغيرهم (١).

وأما الأدلة من السنة على نزول عيسى عليه السلام فهي كثيرة جدًا منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها" (٢) ثم يقول أبو هريرة واقرأوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩)} (٣).

ومنها حديثه الآخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" (٤).


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ١٣٢).
(٢) أخرجه البخاري: كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (٤/ ١٤٣) ومسلم: كتاب الأيمان، باب نزول عيسى حاكمًا بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١/ ١٣٥).
(٣) سورة النساء آية (١٥٩).
(٤) أخرجه البخاري: كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (٤/ ١٤٣) ومسلم: كتاب الإيمان، باب نزول عيسى حاكمًا بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١/ ١٣٦).

<<  <   >  >>