للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام قبل قيام الساعة قال السفاريني رحمه الله تعالى: "أجمعت الأمة على نزوله ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنّما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء وإن كانت قائمة به وهو متصف بها" (١) ا. هـ.

وقد أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى نزول عيسى عليه السلام وما يقدم به بعد نزوله فقال: "وبالشام ينزل عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان وهو المبشر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويحكم به ولا يقبل من أحد غير دينه فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويصلي خلف إمام المسلمين ويقول: إن هذه الأمة أئمة بعضهم لبعض" (٢) ا. هـ.

كما أشار إلى نزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال في كتاب فضائل الشام فقد عقد فصلًا بعنوان: الفصل الرابع فيما ورد في نزول عيسى بن مريم عليهما السلام في آخر الزمان عند دمشق.

وقد ذكر فيه جملة من الأحاديث الدالة على نزول عيسى عليه السلام ومكان نزوله، وقد سبق ذكر بعضها.

ثم قال رحمه الله تعالى: "وقد جاء من حديث أبي أمامة وغيره ما قد يشعر بأن عيسى ينزل ببيت المقدس، وليست أسانيدها بالقوية، ويتعين حملها على تقدير صحتها على أنه يأتي بمن معه من المؤمنين إلى بيت المقدس من دمشق كما قاله ابن عباس وكعب، جمعًا بينها وبين حديث النواس المخرج في الصحيح، وظاهر ما تقدم من الأحاديث والآثار يدلّ


(١) لوامع الأنوار البهية (١/ ٩٤، ٩٥).
(٢) لطائف المعارف (ص ٩٠).

<<  <   >  >>