للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشفاعات غيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين، وينفون الشفاعة التي نفتها الأدلة من الكتاب والسنة.

والشفاعة ملك لله وحده لا يشفع أحد لأحد إلا بعد إذنه سبحانه وتعالى للشافع أن يشفع ورضاه عن المأذون بالشفاعة فيه قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)} (١) وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)} (٢).

وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)} (٣) وغير ذلك من الآيات الواردة في الشفاعة.

ومن الأدلة الواردة في السنة في الشفاعة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا" (٤).

ومنها حديثه الآخر رضي الله عنه وهو حديث طويل وفيه ذكر الشفاعة العظمى حيث يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بمَ ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفدهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم


(١) سورة الزمر آية (٤٤).
(٢) سورة النجم آية (٢٦).
(٣) سورة طه آية (١٠٩).
(٤) أخرجه البخاري: كتاب الدعوات (٧/ ١٤٥) ومسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٨٨).

<<  <   >  >>