للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى ربكم ... " فذكر في الحديث أنهم يأتون آدم ونوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وكلهم يتبرأ ويقول: اذهبوا إلى غيري حتى يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث: "فيأتوني فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فانطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع ... " (١) الحديث.

ومنها حديث جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله يخرج قومًا من النار بالشفاعة" (٢).

ومنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا" (٣).

فالشفاعة حق، وهي ثابتة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولمن يأذن الله له عز وجل من النبيين والملائكة والمؤمنين، والشفاعات (٤) الثابتة على سبيل البسط ثمانية أنواع هي:

١ - الشفاعة العظمى وهي شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في الخلائق كلهم ليخلصوا


(١) أخرجه البخاري: كتاب الأنبياء (٤/ ١٠٦) ومسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٨٥).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٧٨).
(٣) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٨٨).
(٤) انظر: ذكر هذه الأنواع في كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ٥٨٨) وشرح مسلم للنووي (٣/ ٣٥) والتذكرة للقرطبي (ص ٣٠١) والنهاية في الفتن والملاحم (٢/ ٢٠٢ - ٢٤٨) وشرح العقيدة الطحاوية (ص ٢٥٣ - ٢٦٠) وفتح الباري لابن حجر (١١/ ٤٢٧ - ٤٢٩) ولوامع الأنوار (٢/ ٢١١).

<<  <   >  >>