للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من هول الموقف يوم القيامة، وليعجل الله حسابهم بعد طول الموقف، ويقضي بينهم في اليوم الذي تقف فيه الخلائق خاضعين أمام خالقهم لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابًا حيث تنتهي إليه - صلى الله عليه وسلم - بعد مراجعتهم الأنبياء للقيام بها، فيقول عليه الصلاة والسلام: "أنا لها" وقد سبق ذكر دليل هذا النوع (١).

٢ - شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة في دخولها بعد الفراغ من حسابهم. وقد تقدم دليل هذا النوع (٢).

٣ - شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه لأنه كان يحميه من أذى كفار قريش فيخفف عنه العذاب فيجعل في ضحضاح (٣) من النار بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا بعمله الذي عمله لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الكافرين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، وإنما الشفاعة لأهل التوحيد خاصة، ولكن شفاعته لعمه أبي طالب خاصة به، وخاصة لأبي طالب، ويدل على هذا النوع حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" (٤).

وهذه الأنواع الثلاثة السابقة من أنواع الشفاعة خاصة بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

٤ - شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لقوم من عصاة الموحدين استحقوا دخول النار أن


(١) انظر (ص ٧٢٥).
(٢) انظر (ص ٧٢٥).
(٣) الضحضاح في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين واستعاره هنا للنار.
النهاية لابن الأثير (٣/ ٧٥).
(٤) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٩٥).

<<  <   >  >>