للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر في كتاب التخويف من النار في باب ضرب الصراط على متن جهنم الشفاعة العظمى الخاصة بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقال: أخرج مسلم من حديث أبي هريرة وحذيفة كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديث الشفاعة وفيه قال: "فيأتون محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فيقوم ويؤذن له ... " (١) الحديث.

وفي الباب الثامن والعشرين في ذكر حال الموحدين وخروجهم منها برحمة أرحم الراحمين وشفاعة الشافعين ذكر نوعا آخر من أنواع الشفاعة وهي شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في أهل الكبائر من أمته ممن يدخلون النار ويخرجون منها فيقول:

وفي الصحيحين ... عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يجمع الله الناس يوم القيامة" فذكر الحديث بطوله، وفيه ذكر جواز الناس على الصراط ثم قال: "حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل الكبائر من النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن دخل النار يعرفون بأثر السجود، تأكل النار ما من ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا (٢) فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون منه كما تنبت الحِبَّة (٣) في حَمِيل السيل ... " (٤) وذكر


(١) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (١/ ١٨٧).
(٢) امتحشوا: احترقوا، والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. النهاية لابن الأثير (٤/ ٣٠٢).
(٣) الحبة: بكسر الحاء هي بزر ما لا يقتات من البقول مثل بزور الرياحين. المصباح المنير (١/ ١١٧).
(٤) حميل السيل: بفتح الحاء وكسر الميم وهو ما جاء به السيل من طين أو غثاء، ومعناه محمول السيل. النهاية لابن الأثير (١/ ٤٤٢).

<<  <   >  >>