للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تكلم ابن رجب رحمه الله تعالى كلامًا كثيرًا عن النار وأهلها ووصف عذابها في كتاب التخويف من النار، وساق في هذا الكتاب أبوابًا عديدة يذكر في كل باب كثيرًا من الآيات والأحاديث المتعلقة بها.

قال في مقدمته: "وقد استخرت الله تعالى في جمع كتاب أذكر فيه صفة النار، وما أعد الله فيها لأعدائه من الخزي والنكال والبوار، ليكون بمشيئة الله قامعًا للنفوس عن غيها وفسادها، وباعثًا لها على المسارعة إلى فلاحها ورشادها ... " (١).

وقال في الباب السادس عشر في ذكر حجارة النار: ومن جملة أنواع عذاب أهل النار فيها تلاعنهم وتباغضهم، وتبرأ بعضهم من بعض، ودعاء بعضهم على بعض بمضاعفة العذاب كما قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} (٢).

وقال الله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا. . .} (٣) الآية.

وقال الله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ} إلى قوله: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤)} (٤)، وحينئذ فلا يبعد أن يقرن كل كافر بشيطانه الذي أضله وبصورة من عبده من دون الله من الحجارة (٥).

وفي الباب الثامن عشر في ذكر طعام أهل النار وشرابهم فيها قال:


(١) التخويف من النار (ص ٩).
(٢) سورة الأعراف آية (٣٨).
(٣) سورة غافر آية (٤٧).
(٤) سورة ص آية (٥٩ - ٦٤).
(٥) التخويف من النار (ص ١٣٥).

<<  <   >  >>