للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطلبًا لأنه العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وحقوقه على عباده، ولأنه مفتاح الطريق إلى الله تعالى، وأساس شرائعه، ولذا أجمعت الرسل على الدعوة إليه قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} (١).

وشهد الله لنفسه تعالى بألوهيته وحده وشهد بها له ملائكته وأهل العلم قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)} (٢).

ولما كان هذا شأن التوحيد كان واجبًا على كل مسلم أن يعتني به تعلمًا وتعليمًا واعتقادًا وعملًا ليبني دينه على أساس سليم وطريق قويم يسعد بثمراته ونتائجه في الدنيا والآخرة، فالعقيدة الإسلامية هي قوام المجتمع المسلم الذي لا يمكن أن يكون له بناء بدونها.

وأنا أعتقد اعتقادا جازما أن منهج أهل السنة والجماعة في فهم العقيدة الإسلامية هو المنهج الصحيح الذي يجب السير عليه والعمل بمقتضاه في كل زمان ومكان لمن أراد أن يسلك سبيل النجاة والفلاح، لأن أعداء الإسلام والمسلمين قد بذلوا كل ما يستطيعون لإبعاد المسلمين عن دينهم الحق وعقيدتهم السليمة كي يستطيعوا تحقيق أغراضهم الفاسدة، فابن سبأ (٣) اليهودي الذي أدخل على المسلمين عقائد تشوه جمال دينهم وتحطم بنيانه، كان من أول أعداء المسلمين الذين بثوا


(١) سورة الأنبياء آية (٢٥).
(٢) سورة آل عمران آية (١٨).
(٣) هو عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية، وكانت تقول بألوهية علي، أصله من اليمن، كان يهوديًا، وأظهر الإسلام لتفريق كلمة المسلمين، وكان من غلاة الزنادقة، وكان يقال له "ابن السوداء" لسواد أمه. قال الذهبي: ضال مضل أحسب أن عليًا حرّقه بالنار، هلك سنة ٤٠ هـ.
ميزان الاعتدال (٢/ ٤٢٦) ولسان الميزان (٣/ ٢٨٩) والأعلام للزركلي (٤/ ٨٨).

<<  <   >  >>