"وهذا أخذه أبو الهذيل عن أرسطاطاليس، قال في بعض كتبه: إن البارئ علم كله، قدرة كله، حياة كله، بصر كله. فحسن اللفظ عند نفسه، وقال: علمه هو هو، وقدرته هي هو". "وكان أبو الهذيل إذا قيل له: أتقول إن لله علما؟ قال: أقول إن له علما هو هو، وإنه عالم بعلم هو هو. وكذلك قوله في سائر صفات الذات. فنفى أبو الهذيل العلم من حيث أوهم أنه أثبته، وذلك أنه لم يثبت إلا البارئ فقط. وكان يقول: معنى أن الله عالم: معنى أنه قادر، ومعنى أنه حي: أنه قادر. وهذا له لازم إذا كان لا يثبت للباري صفات إلا هي هو، ولا يثبت إلا البارئ فقط" "وكان إذا قيل له: فلم اختلفت الصفات فقيل عالم، وقيل قادر، وقيل حي؟ قال: لاختلاف المعلوم والمقدور" انظر ص٤٨٦ ج٢ من "مقالات الإسلاميين". ١ في "الفرق بين الفرق" ص١١٧ " ... فأثبت الحال في ثلاث مواضع: أحدها: الموصوف الذي يكون موصوفا لنفسه، فاستحق ذلك الوصف لحال كان عليها. الثاني: الموصوف بالشيء لمعنى صار مختصا بذلك المعنى لحال. الثالث: ما يستحقه لا لنفسه ولا لمعنى، فيختص بذلك الوصف دون غيره عنده لحال". ثم إنه لا يقول في الأحوال إنها موجودة، ولا إنها معدومة، ولا إنها قديمة ولا محدثة، ولا معلومة ولا مجهولة. وزعم أن أحوال الباري عز وجل في معلوماته لا نهاية لها، وكذلك أحواله في مقدوراته لا نهاية لها كما أن مقدوراته لا نهاية لها. "وقالوا له: هل أحوال الباري من عمل غيره أم هي هو؟ فأجاب: بأنها لا هي هو ولا غيره، فقالوا له: فلم أنكرت على الصفاتية قولهم في صفات الله عز وجل في الأزل إنها لا هي هو ولا غيره؟ ". وانظر ما أورده الشهرستاني عند الكلام على الجبائية والبهشمية.