للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علالي معالمها وعلاها، فرحمة الله عليه من إمام بلتع (١) ، وفاضل فصيح مصقع (٢) ؛ فقد تبحر في جميع فنون العلوم، وبلغ شأو (٣) المتنبي (٤) في رصانة المنثور والمنظوم. وهذه رسائله تطلعك على ما هنالك، وثواقب

علومه يهتدي بها السائر عن سلوك معاطب المهالك (٥) .

فيا من هو العالي على كل خلقه ... وسوى السماوات العلى وبناها

وكان لها -سبحانه جل- ممسكاً ... بغير عماد في الوجود تراها

وزين أدناها بشهب ثواقب ... مصابيح في ديجورها (٦) ودجاها (٧)

وأطدّ بالأطواد (٨) أرضاً بسيطة ... وأحكمها -سبحانه- ودحاها

بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى ... أذقه من الفردوس طيب جناها

وأول الرضا هذا الإمام الذي له ... مآثر يزهو في الأنام سناها

وبوئه في الفردوس والخلد منزلاً ... وألبسه من أثوابها وحُلاها

فقد قام في نصر الشريعة جاهداً ... ولم يأل جهداً (٩) في ارتفاع ذراها

ورد على من ندّ من كل ملحد ... عن السنة الغرا ورام خفاها

وقد شُيِّدت أركان سنة أحمد ... رسائله اللاتي أضاء ضياها


(١) بلتع: تقدم ذكر معناه في ص٧٣.
(٢) مصقع: تقدم ذكر معناه في ص٧٣.
(٣) في جميع النسخ (شاوي) ، ومعنى الشأو: الغاية والأمد. لسان العرب، ١٤/٤١٧. مادة (شأو) يريد أن الشيخ قد بلغ غاية المتنبي في نظم الشعر.
(٤) هو ذلك الشاعر المشهور: أحمد بن حسين بن حسن أبو الطيب الكوفي (ت ٣٥٤هـ) .
انظر: سير أعلام النبلاء، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨هـ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت, لبنان. ط٧، ١٤١٠هـ-١٩٩٠م، ١٦/١٩٩.
(٥) هذه المقدمة ذكرها الشيخ إبراهيم بن عبيد في تذكرة أولي النهى والعرفان، ١/٢٢٣.
(٦) الديجور: الظلمة. لسان العرب، ٤/٢٧٨، مادة (دجر) .
(٧) الدجى: سواد الليل مع غيم. لسان العرب، ١٤/٢٤٩، مادة (دجا) .
(٨) جمع الطود, وهو الجبل العظيم. لسان العرب، ٣/٢٧٠. مادة (طود) .
(٩) في (د) جهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>