[الرسالة الثالثة والثمانون: إلى عبد الرحمن بن إبراهيم]
...
الرسالة الثالثة والثمانون١
قال جامع الرسائل:
وله أيضا - رحمه الله وعفا عنه - رسالة إلى عبد الرحمن بن إبراهيم "ابا الغنيم" يعظه فيها عن مجالسه من افتتن بموالاة أعداء الله ورسوله، من العساكر الهاجمة على بلاد المسلمين. والتحذير من رسالة ابن عجلان. وقد سماها الشيخ – رحمه الله-: "حبالة الشيطان" وذكر أنها دهليز يفضي إلى استباحة موالاة المشركين، والاستنصار بهم، وكذلك ذكر فيها حكم المتغلب إذا كان مسلما، وأن ما وقع منه من الظلم والغشم وسفك الدماء ونهب الأموال، كل ذلك لا يوجب الخروج عليه، ولا نزع اليد من طاعته. وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ عبد الرحمن بن إبراهيم "أبا الغنيم"، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والخط وصل – وصلك الله بالفقه والبصيرة، وأصلح لك العمل والسريرة - وما ذكرت من المحبة والمودة، فما كان لله يبقى وإن طال الزمان به، ويذهب ما سواه.
والذي أوصيك به تقوى الله – سبحانه وتعالى-، والنظر في سبب ما جرى عند هذه الفتنة الظلماء، من المهاجرة بيننا والمقاطعة، وشرحه لك فيه تذكرة وموعظة.
لما وقعت الفتنة نأيت بجانبك عن الاسترشاد والاستفادة، واستحسنت المراء في الدين واللجاج، صدر منك ذلك في غير ما مجلس، حتى أسأت الأدب في السوق، وخاطبتني خطب من لا يدري الحقائق، ولا يهتدي لأوضح المسالك والطرائق، ونظرت بعين، وغمضت الأخرى، ونكبت عما هو أولى بالإصابة وأخرى، وأقبلت في
١ في "ب": جاءت هذه الرسالة متأخرة، في لوحة ٢٣-٢٨. وردت هذه الرسالة في الدرر السنية، ٧/١٧٥-١٧٩.