للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرسالة الحادية عشرة: إلى أهل عنيزة]

[فتنة القبور والتوسل بالموتى]

...

(الرِّسَالَةُ الحَادِيَةُ عَشَرَةَ) (١)

قال جامع الرسائل

وله أيضاً -قدس الله روحه ونوّر صريحه- رسالة إلى أهل عنيزة (٢) ، وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى من يصل إليه هذا الكتاب من أهل عنيزة، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجري عنكم أمور، يتألم منها المؤمنون، ويرتاح لها المنافقون، ولا بد من النصيحة، معذرة إلى الله تعالى، وطلباً لرضاه، وإلاّ فالحجة قد قامت، وجمهوركم يتجشّم (٣) ما يأتي لأسباب لا تخفى، من ذلك: المشاقة والمعاندة، بإكرام داود العراقي (٤) ، مع اشتهاره بعداوة التوحيد وأهله، والتصريح بإباحة دعاء الصالحين (٥) ، والحثُّ عليه، وغير ذلك مما يطول عدّه.

ولا بد من تقديم مقدّمة ينتفع بها الواقف على هذا، فنقول: لما وقع في آخر هذه الأمة ما أخبر به نبيُّها صلّى الله عليه وسلّم، من اتباع سنن من كان قبلها من أهل الكتاب، وفارس والروم (٦) ، وتزايدت تلك السنن، حتى وقع الغلو في الدين، وعُبِدَت


(١) في (ب) : جاءت هذه الرسالة متأخرة، في لوحة (١٥٣-١٥٧) .وهي في (ب) تأتي بعد الرسالة رقم (٤) حسب ترتيب نسخة (أ) .
(٢) تقدم موضعها ف ص٣٠.
(٣) أي يتكلّف على مشقة. لسان العرب ١٢/١٠٠، مادة (جشم) .
(٤) تقدمت ترجمته في ص٥٨.
(٥) أي التصريح بإباحة أن يُدعى الصالحون فيما لا يُطلب إلاّ من الله.
(٦) أخبر بذلك صلّى الله عليه وسلّم في قوله: " لتتبعنّ سَنن من كان قبلكم، شبراً بشرٍ، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ". قلنا يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟ ". وفي رواية عند الشيخين: " حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم ". صحيح البخاري مع الفتح ٦/٥٧١، ١٣/٣١٣؛ صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/٤٦٠؛ سنن ابن ماجة ٢/٣٧٧، الفتن، باب (افتراق الأمم) ؛ مسند الإمام أحمد ٢/٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>